بسم الله الرحمن الرحيم
تحذير هام إلى شباب ثورة 25 يناير
ما تزال الثورة المضادة أو التمرد ضد النجاح يعلو صوته داخل المجتمع المصري ، لا أقول هذا حتى أوهن العزائم بل لأحفز العزائم أن تقوى وتصمد دائماً ، وأن ترفع من معنوياتها جداً فالحرب ما تزال قائمة بين المصلحين والمفسدين أنصار النظام البائد ، والحقيقة أنه علينا أن ننظر إلى أمور عدة :
أولاً : ما يزال فلول الحزب الوطني يعملون في أماكنهم دون تغيير ، ولا يهمنك أن ترى أن مبارك تخلى عن الحكم فإن أنصار الفساد ما يزالون يخدمونه ، وواضح ذلك من بقاء أشخاص منتمون له بكافة الولاءات ، فانظر مثلاً على سبيل المثال : شيخ الأزهر ، والمفتي ، والنائب العام ، هؤلاء وغيرهم ينتمون إلى النظام السابق ، كذا رؤساء الجامعات وعمداء الكليات الذين جاءوا عن طريق أمن الدولة فلم يأتوا لاستحقاق كلا وإنما لأن أمن الدولة قد رضي عنهم ، وانظر كذلك فبعدما نشرت صحيفة المصري اليوم عن الدكتور عبد الله الحسيني رئيس جامعة الأزهر السابق أنه أهدر المال العام وأنه كان يجامل الحرس الجامعي والداخلية على حساب المال العام وأهدر أكثر من مليون وثمانمائة ألف جنيهاً من أموال الدولة في جهة واحدة وهي المجاملة فقط وأكثر من ذلك بكثير داخل أروقة الجامعة ونشر ذلك على ملئ الأسماع والأبصار ؛ ونظراً لأن كل من تمسك بالفساد يرقي إلى درجة أفضل كان نصيب عبد الله الحسيني أن يرقي من كونه رئيساً لجامعة الأزهر إلى وظيفة وزير الأوقاف ، وإن الباحث في سجلات الجامعة فيما يتعلق بالفساد يرى الكثير تحت نظر وسمع هذا الرجل ، ثم انظر إلى أفعال النائب العام الذي ما يزال يتحرك ببطء كحركة السلحفاة أو أقل منها حيث يعطي الفرصة تلو الأخرى لهؤلاء الفسدة المأجورين على مصر أن يهربوا من قصاص عادل ، بل ويعطيهم الفرصة كي يدمروا وثائق الإدانة ، ويعطيهم الفرصة كي يحملهم غيرهم ويتدخل في شأنهم الغير كي يضغطوا على الشعب والحكومة أن يقدموا تنازلات بشأن محاكمة هؤلاء الفاسدين ، وذلك من طريق تستر النائب العام على هذه الجرائم ، ولا تقول إن المعروض أكثر من أن تتحمله طاقته إذ هذا كلام غير صحيح .
لذا فاعلم أيها النائب العام أنك إن كنت تحافظ على الجناة الظلمة سفاكي الدماء المأجورين على الإنسانية ، المدعمين لليهودية ، فإن عدل الله وقصاصه قريب ، فبدلا من التستر والحفاظ عليهم قدمهم لمحاكمة فورية واتق الله ، فإن هربوا من القصاص في الدنيا بفضلك ، فمن ينجيك من عذاب الله تعالى وعدله ، وليس في العمر مثل ما مضى فالقبر منك قريب فاتق الله وأمضي آخر أيامك في توبة نصوح عسى أن يتقبلها الله منك ويغفر لك ما سلف من ذنبك على ما فات .
ثانياً : نحن ندعو إلى دولة مؤسسات لا دولة أحزاب ، ويجب أن تكون تلك المؤسسات هي الحاكمة في البرلمان أو مجلسي الشعب والشورى ، لا نريد أن نرجع إلى وجود حزب حاكم ، وإنما سارعوا إلى فهم المؤسسات :
مؤسسات تعليمية ، مؤسسات عسكرية ، مؤسسات اقتصادية ، مؤسسات نقابية ، مؤسسات هندسية ، مؤسسات طبية ، مؤسسات دينية ( مسلمون + أقباط ) مؤسسات مهنية ، مؤسسات عمالية ، وهكذا ، ثم تلغى الأحزاب وينتخب من هذه المؤسسات بالقسمة على عدد مقاعد البرلمان ، وهكذا يتم التغيير ، أما نظام الأحزاب الحاكمة وغيرها فهذا رجوع بمصر إلى الخلف كما كانت ، وفي هذا قطع لأصحاب الأطماع من كل من تسول له نفسه في التنظيم وهو ظاهر في جماعات متنمرة في الوطن للوطن فلا تنخدعوا بالشعارات البراقة تحت المسمى الديني ، وإنما مصلحة الوطن هي السابغة ، وبها ينصلح الجميع ويعيشون في وطن واحد بلا تنافس أو تزاحم .
ثالثاً : باسم الإسلام والمسلمين ، وباسم القرآن : على الشباب أن يعقد العزم دائماً أن الحرب ما تزال مشتعلة ، وأن مصر ما تزال محتاجة للتطهير من أمثال الحزب الوطني ، لذا فليست الدعوة لحل الحزب الوطني ، وإنما دعوتي إلى محاكمة جميع أعضاء الحزب الوطني ، وذلك لأنهم ساهموا في الخراب السياسي ، وساندوا في الفساد على قدر ما يستطيعون ، فلا تغرنكم الشعارات المزيفة ، وإن هؤلاء هم اليوم الذين يضعون على سياراتهم شعار 25 يناير ، وهم الذين خرجوا يوم السابع والعشرين يقولون نعم لمبارك ، وهؤلاء ومنهم عمداء الجامعات المصرية والأزهرية على السواء في الزقازيق وغيرها من محافظات مصر ، فيا أيها الشباب : لا تنسوا أن شيخ الأزهر قال عن الثورة إنها فتنة وأنها انحراف ، والخروج على الحاكم ارتداد ، لا تنسوا أنه قال : على الشباب أن يأتوا للمحاورة في المشيخة حتى نقنعهم بأن يرجعوا إلى بيوتهم وكفى ما حدث ، ولا تنسوا ما قاله المفتي بنسخ صلاة الجمعة وجواز صلاتها في البيت حتى لا يشارك الإنسان في الإثم ، هؤلاء جميعاً خانوا الثورة فلا تقتنعوا بكلامهم ، ويجب العمل على أقالتهم من هذه المناصب فغيرهم أولى استحقاقاً منهم بها ، ولا تغتروا بالذين يتشدقون بالدين ثم يقولون نحن ننادي بالاستقرار ، أي استقرار يقصدون ؟ أنه استقرار حياتهم هم على بقايا من قتل وجرح وعذب ، على بقايا الشهداء الأبرياء .
لي سؤال أيها النائب العام :
هل تستطيع النوم هادئ البال قرير العين ، وأنت وأعوانك قد أخرجوا الضباط المتهمون بقتل الأبرياء بضمان محل إقامتهم ؟ أين القصاص أيها النائب العام ؟ أتستطيع النوم وأنت تساعد الفاسدين الظالمين وتحميهم ؟ اعلم أن الله أولاك أمانة فإن خنتها ، فقد جلبت على نفسك الخزي والعار وعذاب يوم القيامة ، وإن صنتها غفر الله لك ما سلف ، فاتق الله ثم اتق الله ، ثم اتق الله ، ولا يغرنك ما تحصل عليه من الأموال فهي زائلة .
فيا أهل مصر جميعاً احملوا أنفسكم على التغيير ، غيروا الأخلاق الرديئة إلى أخلاق عفيفة ، وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض ، هدانا الله وإياكم إلى ما فيه الخير أنه تعالى قريب مجيب الدعاء .
أد/ أبو عبد الرحمن الشرقاوي محمد السيد .