بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وبعد:
ان
العمل الخاص بامور الناس والقائم على خدمتهم ورعاية مصالحهم وحقوقهم لمن
اشرف الاعمال واحبها الى الله عز وجل فهى من باب التعاون على البر والتقوى
الذى امرنا به الله سبحانه وتعالى فى كتابه فى سورة المائدة قال جل
وعلا(وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان واتقوا
الله)
ولقد بين لنا النبى صلى الله عليه واله وسلم فضل ذلك فقال (لان
امشى فى حاجة اخى المسام حتى اثبتها له خير لى من ان اعتكف فى مسجدى هذا
شهرا)
اذا فهو عمل جليل وله فضل عظيم وثواب كبير. لكن ليعلم كل مسؤل او
من يريد ان يكون مسؤلا انه عمل تكليفى وليس عمل تشريفى فهو امانة ورعية
استرعاك الله اياها وسوف يحاسبك عليها هل اديت ما لها عليك من حقوق ام قصرت
وفرطت وضيعت لذا حذرنا النبى صلى الله عليه واله وسلم من ذلك فقال فى
الحديث النبوى الشريف الصحيح (وكلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته)
ولذلك وضع القران عدة صفات يجب ان تكون فى كل مسؤل واذكر بعضها لنعلم على اى اساس يكون اختيار المسؤلين وهى كالاتى:
*/ان تكون نيته خالصة لوجه الله سبحانه وتعالى لا سمعة او رياء اوبحثا عن المناصب وغيرها
وهذه
الصفة من حديث النبى صلى الله عليه واله وسلم حينما سئل عن الرجل يقاتل
شجاعة وحمية ورياء اى ذلك فى سبيل الله فقال (من قاتل لتكون كلمة الله هى
العليا فهو فى سبيل الله)
*/الاستقامة والصلاح والالتزام والتحلى بمكارم الاخلاق
وهذه
الصفة من حديث النبى صلى الله عليه واله وسلم الذى يقول فيه (اذا اتاكم من
ترضون دينه وخلقه فزوجوه الا تفعاو تكن فتنة فى الارض وفساد كبير او عريض)
فاذا كان ذلك فى الزوج فمن باب اولى ان يكون فى المسؤل ورحم الله القائل (اذا صلح الامام (المسؤل)صلحت الرعية)
*/القوة المادية والمعنوية والصحية التى تؤهله لذلك
*/الامانة
وهاتين
الصفتين من سورة القصص قال جل وعلا على لسان بنت شعيب حينما سقى لهما
سيدنا موسى عليه السلام(قالت احداهما يا ابت استئجره ان خير من استئجرت
القوى الامين)
*/العلم والدراية بشؤن هذا الامر
وهذه الصفة من سورة
يوسف حينما طلب نبى الله يوسف عليه السلام من عزيز مصر ان يتولى وزارة
المالية بغرض الاصلاح والاحسان ونشر العدل والخير(قال اجعلنى على خزائن
الارض انى حفيظ عليم).
اسال الله ان يعلمنا ما ينفغنا وان ينفعنا بما يعلمنا انه ولى ذلك ومولاه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته